[frame="4 80"]أنا من أولئك الذين أيقنوا
أن الكتاب هو أفضل صديق لهم
ستقولون لا يسمع
سأقول بلى
ستقولون لا يتكلم
سأقول بلى
ستقولون لا يرى
سأقول بلى
ستقولون لا يشعر
سأقول بلى
ستقولون ليس به حياة
سأقول بلى
والآن ستقولون كيف..؟!
كيف يسمع؟!
كيف يتكلم؟!
كيف يرى؟!
كيف يشعر؟1
كيف يملك حياة؟!
إليكم جوابي
يسمع حين يخط قلمي فوق سطوره
فيكتب ما بنفسي أو ما يجول بخاطري
يتكلم حين أرى كلماته محفورة في صفحاته
فأختار ما يناسب موقفي لأسمعه
يرى أجل إنه يرى
فهو يسمع بقلمي الذي هو فمي وأذنه
والذي هو مشاعري المكبوته التي تصفني وعينه
يشعر حين يصف له قلمي حالي
فتختار نفسي ما عليه حالي
فأجد في كلماته ما يطفئ نيراني ويشاركني أحوالي
به حياة لأنه باق
فالكتاب تتوارثه الأجيال
أما الروح فبيد خالق الأنام
والآن هل أقتنعتم؟!
هل عرفتم من هو صديقي؟!
وها أنا ذا أخط أسطرًا أخرى
لأخبركم فيها أن هذا الصديق الباقي
الذي لا يغدر ولا يجرح
هو الصديق الذي سيعيش معي ما بقي من عمري
هو الصديق الذي سيحيي ذكراي في قلوب الناس
كلما قرأوا ما خطه قلمي
هل هناك صديق كهذا بينكم يا بني بشر
لا يحمل ضغينه
ويشاركك أحزانك وأفراحك
يحمل اسمك ويحييه بعد وفاتك
لذا فأنا قد قررت أن اتخذه وحده صديقًا لي
وإن اتخذت منكم صديقًا فهو لن يفوق صديقي هذا مكانةً
لأنه هو من يشعر بي
وهو من يريحني
وها أنا ذا اتحداكم وكلي ثقة من فوزي
في أن اجد بينكم صديقًا كصديقي هذا
بالطبع لن أجد
ربما تسبق دموعي قلمي
ستسألون ولما؟!
سأقول:
لأنها المرة الأولى التي أشعر فيها بالوحدة
ولكن طالما قلمي يخط بكلماته
وطالما كتابي مازال معي
فلن أحزن قط
ولن أندم في كوني اتخذته صديقًا
وإن نزلت دموعي
سيسكتها قلمي
والآن ستقولون:
إن الذي كتب هذه الكتب هم بشر منا نحن بنو بشر
سأقول :
فليكن, وماذا يعني هذا؟
ستقولون:
يعني أن الكاتب هو الأحق بالمدح والصداقة لا الكتاب؟
سأقول:
للكاتب الشكر والإحترام اما كلمات الكتاب فهي الأحق بالمدح؟
ستقولون:
كلا فالكلمات ملك الكاتب و إن كان يجب علي أن اصادق فعلي أن اصادق الكاتب
سأقول:
الكلمات ليست ملك أحد !, وأنا لن أصادق كل من كتب كتابا اعجبت بكلماته
لاني حينها علي أن أصادق كما هائلا من المؤلفين , ثم من أين سأحصل على المؤلفين الراحلين.
ألم أقل لكم ان الكتاب يحيي ذكرى صاحبه؟!.
ستقولون:
كفاكي حججًا وعنادًا , ففي النهاية الكتاب ملك كاتبه.
سأقول:
فليكن, وإن أردتم بني بشر أن تشعروني بالعجز والوحدة, وأن تجبروني على أن أصادق منكم فهذا لن يحدث , لأنه لا يوجد بينكم من هو مثل صديقي هذا.
ستقولون:
ولم كل هذا العناد , الكتاب وكاتبه منا نحن بني بش
إذن عاجلا أو اجلا ستتخذين منا خليلا.
سأقول :
أنا لم أرفع الرايه البيضاء بعد , وإن كنتم قد أخذتم كتابي فلن تأخذوا قلمي .
الذي به يمكنني أن أسطر به أسطر جما.
وكما هائلا من الكتب.
فما هو قولكم الآن حين تعلمون إني قد اتخذت من
هذا القلم صديقا
ومن الكتاب خليلا
وإلى أن أجد فيكم وبينكم من هو مثل قلمي وكتابي
إلى أن أجد الأحق بمصادقتي
إلى ذلك الحين
وداعا بني بشر
يسرا
[/frame]
المفضلات