[frame="7 80"]احببنا النيل .. و لوثناه
بسم الله الرحمن الرحيم:{29} أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ {30} سورة الأنبياء قال تعالى:
{9} هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْه شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ {10} يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُل الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {11} ِّ سورة النحل
ووصف الله الماء على أنه مباركاً أي أنه كثير العطاء قال الله تعالى : 8} وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّات وَحَبَّ الْحَصِيدِ {9} سورة ق.
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ والنهار والفلك الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّر ِبَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لقوم يعقلون {164} سورة البقرة
و قال تعالى : وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْق خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْض بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {24} سورة الروم
وقال تعالى :{49} وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ {50} الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {51} سورة الأعراف
{39} حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْل وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ {40} وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {41} وَهِي تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَان فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ {42} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِم الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَان مِنَ الْمُغْرَقِينَ {43} وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيل بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {44} سورة هود
و قال تعالى :{8 } كذبت قبلهم قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ {9} فدعا ربه أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ {10} فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ{11} وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ {12}وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ
{13} تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كان كفر {14} وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ {15} فَكَيْفَ كان عذابي وَنُذُرِ {16} وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر سورة القمر.
قال تعالى {10} إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّل عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْز الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ {11} سورة الأنفال و قال تعالى : وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا {48} سورة الفرقان
قال تعالى : أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغسلوا وجوهكم وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُم وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِط أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّه لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُم وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {6} سورة المائدة .
وقد أمرنا رسول الله بالاقتصاد في استعمال الماء و عدم الإسراف ورد عنه صلى الله عليه و سلم : مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ مَا هَذَا السَّرَفُ فَقَالَ أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ قَالَ نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَار ابن ماجة
فى الحقيقة تملكتنى الحيرة فى أى القاعات أنزل بهذا الموضوع فأنا اعتبره من وجهة نظرى هام جداً ويستحق بذل الجهد فيه . لذا حاولت تجميع المعلومات من مصادر رسمية موثوق بها وأرجو أن أكون قد وفقت فى هذا . ينقص الموضوع رواية عن ابناء مصر فى منابع النيل أو حواش أفندى والثورة المهدية وسأنزل به فى موضوع مستقل بمشيئة الله .
يا تبر سايل بين شطين يا حلو يا أسمر أحسست وأنا اسمعها أن النيل ينبع من قلب عبد الحليم حافظ فقد غناها بإحساس مرهف وعالي . أحببنا نحن المصريين النيل كما لم يحبه أحد حتى أن قدماء المصريين جعلوا للنيل آلهة خاصة ولقد صنع النيل تاريخ مصر وشيد حضارتها وخلع على أرضها ألوان السحر من خصبه .ولقد بلغ من إيمان قدمائنا بالنيل وحبهم له أنهم كانوا يحنطون من يغرق فى النيل ويكفنونه بالزهر إعزازاً له .وكان النيل مسرحاً للأعياد . أطلق المصريون القدماء على النيل اسم " ابترعا " أي النهر العظيم. ومن هذا اللفظ اشتقت كلمة الترعة. وأما لفظ النيل فيظن أن أصله مصري قديم ، أو فارسي بمعنى أن أصله مصري قديم ، أو فارسي بمعنى ازرق، ومنها اشتقت الكلمة اليونانية " فيلوس ". وأطلق المصريون القدماء اسم " حابى " على إله فيضان النيل . وأطلق المصريون القدماء على نهر النيل عدة صفات منها "هو رب الرزق العظيم، ورب الأسماك، وواهب الحياة، وجالب الخيرات، وخالق الكائنات".
. وقد ظن العرب حينما رأو النيل أنه ينبع من الجنة .ويوجد حديث منسوب لأبو هريرة رضى الله عنه (و روى ابـوهريرة : ان رسول اللّه قال : النيل و سيحان و جيحان و الفرات من انهار الجنة , و هذا الـقـول نـفـسه قاله كعب :اربعة انهار الجنة وضعها اللّه في الدنيا : فالنيل نهر العسل في الجنة , و الفرات نهر الخمر في الجنة , و سيحان نهر الما في الجنة ,و جيحان نهر اللبن في الجنة )
. غنينا للنيل كما لم يغنى له أحد النيل نجاشي وشمس الأصيل وشدت نجاة الصغيرة قالي عطشت لمواويلك واشتقت أشرب من نيلك . الله علينا عندما نحب ونعشق وكان لنا قولاً مأثوراً ( من شرب من ماء النيل لا بد عائداً إليها ).
أحببنا النيل كما لم يحبه أحد ولوثناه كما لم يلوثه أحد . القينا فيه مخلفات المصانع واصطدنا أسماكه بالمبيدات الحشرية وغسلنا فيه ملابسنا واستحمت فيه دوابنا .. وشربنا من ماءه . الدولة تبذل جهد مشكور ولكنه ليس كاملاً لحماية النيل . ولن ينجح هذا الجهد إلا بتعاوننا .
اشتهرت فرق السباحة المصرية باسم تماسيح النيل فقد كانت التماسيح تسبح مستبيحة النيل كله حتى حجزت خلف السد العالي فى بحيرة ناصر .
كما نقل لنا النيل الخير فقد نقل لنا بعض الأمراض مثل البلهارسيا التي يعانى منها نسبة لا بأس بها من أهل مصر وأن كانت فى الماضي منتشرة فى وجه بحري وحتى الفيوم ولكنها الآن تتسلل إلى باقي محافظات الوجه القبلي .
كما اشتهرت الدول الأفريقية التي ينبع النيل منها بوجود حروب أهلية يقوم محاربيها بالتخلص من جثث ضحاياها فى النيل مما دفع بنا إلى فحص عينات من مياه النيل بكثافة أكثر من المعتاد للتأكد من سلامة مياهه .
ورغم المخاطر التي تحيق بالنيل من جراء تصرفنا نحن البشر إلا أن النيل يأبى أن يستسلم ويطهر نفسه ويحمل ألينا الخير الوفير .
[/move][/RIGHT][/LEFT][/CENTER][/RIGHT][/INDENT][/RIGHT][/frame]
المفضلات