الأخت الفاضلة ولاء نور الدين
فكرت كثيراً بهذا الشعور من قبل ولاحظت أنني عندما كنت صغيراً لم أكن أشعر بهذا الشعور بالقدر الذي ظل يزيد كلما مرت سنوات أخرى من عمري وعندما حللت الأمر وجدت أنني لم أكن أخاف بعض الأشياء عندما كنت صغيراً لعدم إدراكي للمخاطر من ناحية وتهوري من ناحية أخرى وسأعطي لك مثالاً ....
كنت أهوى قيادة الدراجات النارية منذ كان عمري 14 سنة وعندما كنت بالثامنة عشر من عمري كنت أمارس هذه الهواية بجنون وأحاول أن أقلد ماأراه بالتلفاز من مخاطرة لمن يحترفون ذلك وتعرضت لحادث كنت سأفقد فيه قدمي اليمنى ورغم ذلك عدت لقيادة الدراجات النارية قبل أن أتماثل للشفاء وأثناء جلسات العلاج الطبيعي ....
وكان من هواياتي أيضاً أثناء طفولتي ، صيد الثعابين دون دراية حيث كانت درايتي تنحصر بأنني يجب أن أمسك الأفعى من رأسها بعد أن أكون قد ثبتها بعصا خشبية وعندما كبرت قليلاً وجدت أنني كنت أمارس الموت دون أن أعلم ....
ويمكنني القول أن الخوف شعور فطري يولد معنا إلا أن التربية لها دخل بتأصيل الشعور داخلنا أو إزالته ، وقد ينتج عن فكر خاطئ ونهج غير سليم للتربية أن يلجأ الأب أو تلجأ الأم إلى تخويف الطفل من شيئ غير مخيف لترويضه أو دفعه للرضوخ لأوامرهم بقصد مصلحته ، وعادة ينتهي هذا النوع من الخوف عندما يكبر الطفل ويعلم حقيقة الأمر ....
أما الحديث عن العالم الغربي فمشاعر الخوف لديهم تفوق مالدينا حيث يخافون الموت ولانخافه ، وأكثر مايخيفهم ....الظلمة أو نقول الظلام الحالك ..... ولهم الكثيرمن الأفلام التي تؤكد خوفهم الشديد من الظلام وقد فكرت يوماً في مسألة الظلام ، وأقصد هنا ذلك الظلام الذي لانرى به شيئ على الإطلاق ووجدته مخيف بعض الشيئ ، إلا أننا بالنهاية نستطيع التغلب على مشاعرنا من خلال عقيدتنا ...
وهناك أنواع عديدة من الخوف حسب العمر والأحداث ولاأحسب أن الحديث يتسع لها هنا لو أردت الإسهاب حتى لاأرهق أسماعكم وأبدو ثرثاراً ....
تحياتي العطرة وتقديري الخالص
المفضلات