ماذا بعد حزب الحرية والعدالة
كنت مثل كثير غيرى ممن يحب الاخوان المسلمين ويذهب فى كل انتخابات برلمانيه لكى اعطيهم صوتى واهتم باخبارهم وكنت أرى فيهم المعارضه التى تقف امام طغيان وجبروت الحزب المنحل ورئيسه المخلوع ،
وطالما كنت افكر لما لا تنشأ جماعة الاخوان المسلمين حزب بدل الجماعه وعرفت ان هذا يخالف تعاليم الامام الشهيد حسن البنا الذى اوصى بان لا تتحول الجماعه الى حزب بالاضافه الى رفض النظام السابق لانشاء حزب سياسى يعبر عن الاخوان وتجلى ذلك واضحا فى محاولات حزب الوسط رغم انه منشق عن الاخوان المسلمين الا ان مرجعيته الاسلاميه كانت كافيه لتكرار رفضه من قبل النظم السابق ،
وبعد الثورة تطلع الكثير الى انه قد حان الوقت لكى تتحول جماعة الاخوان الى حزب سياسى وجاء ذلك فى ميلاد حزب الحرية والعدالة
الا انى فوجئت بان الجماعه لن تتحول الى حزب بل سوف تظل الجماعة وسوف يكون الحزب الى جوارها والحقيقه ان ذلك ضايقنى لاسباب كثيرة منها
انه فى حالة وجود الحزب بجوار الجماعه يعنى ذلك نوع من التميز لان عضو الجماعة سوف يكون ذو شأن أعلى من عضو الحزب بالتاكيد
كما ان تعيين رئيس الحزب ونواب الرئيس من قبل مجلس شورى الجماعة يعنى وصاية الجماعة على الحزب واين انتخابات الحزب الداخلية واختيار رئيسه بالانتخاب وهى التى سوف تكون نموذج مصغر لديمقراطية الحزب التى تنير الطريق للديمقراطيه فى مصر
كما ان اشد الملاحظات خطوره فى هذا لو فرض فى يوم من الايام أن أصبح رئيس حزب الحرية والعدالة رئيس الجمهورية فى ظل وجود الجماعة ومرشد الجماعه لمن سوف تكون القياده لرئيس الحزب أم لمرشد الجماعه
ان هذا الشكل يوحى بشده الى النموذج الايرانى الشيعى ولاية الفقيه التى يكون للمرشد الاعلى نائب المهدى المنتظر هو اعلى رأس فى النظام ويكون هناك رئيس الدوله المنتخب الذى لايمكن ان يخرج عن مايراه المرشد الاعلى
ثم لو افترضنا فى حالة جماعة الاخوان ان رئيس الحزب يمكن ان يختلف مع مرشد الجماعه ففى حالة اذا كان رئيس الحزب هو رئيس الدوله فاننا نكون فى هذه الحالة امام صراع فى رأس السلطه قد يودى الى ما لايحمد عقباه
لا اعلم لما استمرار الجماعه مع استمرار الحزب فالحياه المدنيه قد فتحت للجماعه ويجب ان تفتح امام كل الافراد فى ان ينضموا للحزب ويمارسوا عمل سياسى يكون الاعتبار فيه للكفاءه وليس لشكل كهنوتى
ان هذا الوضع يوحى الى البعض ان جماعة الاخوان شكل كهنوتى لايصل الى درجاته الاعلى الا من حاز الوصايه من عضو يسبقه فى سلم الكهنوت مما يجعل بعض الناس يشعرون ان تاييد الاخوان فى الانتخابات لن يستفيد منه احد سوى اعضاء جماعة الاخوان الذين سوف يوصون الى بعض اذا تقلدوا مقاليد السلطه وينتقل الامر من عضو اخوانى الى اخر ويشعر الناس ان الاخوان استحوذوا على الامر لهم
فيجب ان يفتح الامر للجميع ويلغى الشكل الكهنوتى ويكون الافضليه فى العمل العام والسياسى للاكفاء وممن تتوافر فيهم ايضا شروط حسن الدين والخلق التى تتحراها الجماعه
فمثلا حزب العدالة والتنميه فى تركيا لم يكن نجم الدين اربكان يسعى الى وجود جماعه بجوار الحزب ولكن الحزب كان كفيل بان يصنع النهضه فى تركيا
كنت اود ان انضم لحزب الحريه والعداله ولكن لهذه الاسباب قررت عدم الانضمام وانا اعلم ان انضمامى من عدمه لايعنى الكثير ولكن كنت احب ان اكون ذره فى جسد اسلامى اراه واحسبه على خير ، هدانى الله الى الصواب والى مافيه الخير
عمرو جمال
dr.amrgamal@yahoo.com
23/9/2011
المفضلات